❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
يكتبها /فتحي الذاري
29رمضان 1446هـ
تعتبر المواجهات مع الصهيونية علامة فارقة في تشكيل النظام العربي على مدار العقود الماضية حيث أثرت هذه المواجهات بشكل عميق على الديناميات السياسية والاجتماعية في المنطقة تبدو معالم هذا التغيير واضحة من خلال محطات بارزة في التاريخ العربي الحديث.
بدأت الأمور في عام 1948 حين أسفرت حرب فلسطين عن تجزئة الوعي العربي. كانت الحرب كفيلة بزيادة دور الجيوش العربية كحاميات للأوطان ومنافذ لتعزيز السيادةهذا المفهوم الجديد للجيوش وضعها في موضع الشارع العربي كرمز للقوة والشجاعة ولكنه في الوقت نفسه كشف عن هشاشة تلك الأنظمة في مواجهة تحديات العدو.
ثم جاء عام 1956 الذي شهد أزمة قناة السويس والتي غذت روح القومية في العالم العربي كانت تلك المرحلة علامة على وحده الشعوب العربية تحت راية القومية لكنها لم تدم طويلاً حيث بدأت الفوارق تظهر بين الأنظمة السياسية المختلفة مما قاد إلى تصدعات داخلية
عام 1967 كان نقطة تحول مؤلمة إذ أسفرت النكسة عن تغييرات جذرية في النظام العربي وأسقطت مصر كقوة قيادية مما أفضى إلى صعود الإسلام السياسي كبديل أظهرت هذه المرحلة كيف أسهم الإخفاق العسكري في دفع المجتمعات نحو التفكير في هويات أيديولوجية بديلة.
في عام 1973 كانت الحرب العربية الإسرائيلية بمثابة إعلان انتهاء فترة النظام العربي الموحد. ورغم بعض النجاحات العسكرية، إلا أن النتائج السياسية كانت مفاجئة وكشفت عن استراتيجية مُعطلة في العمل العربي المستدام
في السنوات الأخيرة بدأ يظهر "طوفان الأقصى" كحركة جديدة تتميز بتصعيد كبير في المقاومة الفلسطينية مع تراجع دور الجيوش التقليدية إن فقدان الثقة في الجيوش كحلول عسكرية يوحي بقدوم نماذج جديدة من المقاومة في مقدمتها حركة حماس.
تشير التدخلات الإيرانية إلى استغلال الفراغات الناتجة عن التجاذبات الإقليمية بينما تبرز جبهة اليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي كطرف داعم متميز لغزة مما يؤكد عمق الانتماء العربي والإسلامي هذا التعاون بين الأطراف يؤكد تحولات في موازين القوى وولادة جديدة لمشاعر تضامن حقيقية على الرغم من التحديات الراهنة.
إن صمود حماس والدور الذي تلعبه إيران ومساندة جبهة اليمن يمكن اعتباره محورا في سياق الصراع العربي مع الصهيونية. يلزم أن يكون هناك إعادة تقييم للواقع العربي من أجل استعادة الفعالية والتضامن الحقيقي في مواجهة التحديات التي تواجها الأمة.
تستمر ملامح جديدة تتشكل داخل النظام العربي مما يستوجب رؤية استراتيجية جديدة تسهم في تعزيز العمل العربي الموحد وتعطي الأمل للأجيال المقبلة في تحقيق الاستقلال والسيادة الحقيقية في مواجهة الصهيونية.